و انـثـالـت بردتك على عشب روضتي المتواضعة
في تمام الساعة

الجمعة، 11 يونيو 2010

غزة 2010


هلكَت جيادي في العراءِ صهيلا _ وخَبَت نجومي في اليبابِ أفولا

وامتدَّ ذا الليلُ الطويلُ بظلِّهِ _ وغدا دياجرَ بكرةً وأصيلا

لا الصبحُ يشرقُ بالضياءِ كعهدهِ _ هل للضِّيا أن يسرجَ القنديلا

وكذا الأصيلُ تهدَّجَت نيرانه _ وتنكَّلَت في حرِّها تنكيلا

ما عاد يجدي أن أكونَ مُهلِّلاً _ في نشوة الفجرِ الوليدِ ذليلا

ما عاد يجدي أن أكون مُجاهراً _ بالبِشرِ أُغذي أنفُساً وعقولا

ما عاد يجدي أن أكونَ مؤمِّلاً _ متأمِّلاً متأمَّلاً مذهولا

فالشرُ دانٍ كلُّ شيءٍ طوعهُ _ والأذنُ صُمَّت زفرةً وعويلا

والحقُّ قاصٍ والأنامُ ترُومُهُ _ والعينُ تاقَت –للخلود- وصولا

والخيلُ ترعى كالبعيرِ بِقِيعةٍ _ جدباءَ تهفو للكفاح صهيلا

والفارسُ المغوارُ أمسى سائساً _ من بعدِ ما غمَرَ البِقاعَ هُطولا

فاعشوشبَت بِيــْـدٌ وأورَقَ يابسٌ _ وتشكَّلَت أزهارُها إكليلا

واليومَ جارَ الظالمون بظلمهِم _ فتَبَدَّل الصَّلبُ المراسِ عليلا

والسادةُ الكُرَماءُ أُخمِدَ جُودُهم _ فرأيتَهم في العالمين قليلا

والثُّلَّةُ الحمقاءُ يعلو شأنُها _ وتزيدُنا من حُمقِهَا تهويلا

يا غزَّةَ الأحرارِ إنَّا سِلعةٌ _ تُشرى وتُملَكُ في اليدينِ أصولا

يا غزَّةَ الشُّجعانِ إنَّا نقطةٌ _ في ريقِ طفلٍ يرقبُ المأمولا

يا غزَّةَ العصماءَ إنَّا مركِبٌ _ يعلو لمَوجٍ أو يَجِدُّ نزولا

هل كنتَ ترضى يا صلاحُ بِعصبةٍ _ في المسجدِ الأقصى تعوثُ ذبولا

أم كنتَ ترضى يا ابنَ عاصٍ صِبيَةً _ تغفو وترقدُ في المنامِ طويلا

أم كنتَ تقبلُ يا ابنَ هاشمَ أمَّةً _ أن تدفن القرآن والإنجيلا

ما عاد يجدي يا شبابُ سوى الدُّعا _ فتبتَّلوا –مثل النِّسا- تبتيلا

يا غزَّةَ الحمراءَ هل من دعوةٍ _ تودي بأشلاءِ الظَّلومِ مهيلا!