هلكَت جيادي في العراءِ صهيلا _ وخَبَت نجومي في اليبابِ أفولا
وامتدَّ ذا الليلُ الطويلُ بظلِّهِ _ وغدا دياجرَ بكرةً وأصيلا
لا الصبحُ يشرقُ بالضياءِ كعهدهِ _ هل للضِّيا أن يسرجَ القنديلا
وكذا الأصيلُ تهدَّجَت نيرانه _ وتنكَّلَت في حرِّها تنكيلا
ما عاد يجدي أن أكونَ مُهلِّلاً _ في نشوة الفجرِ الوليدِ ذليلا
ما عاد يجدي أن أكون مُجاهراً _ بالبِشرِ أُغذي أنفُساً وعقولا
ما عاد يجدي أن أكونَ مؤمِّلاً _ متأمِّلاً متأمَّلاً مذهولا
فالشرُ دانٍ كلُّ شيءٍ طوعهُ _ والأذنُ صُمَّت زفرةً وعويلا
والحقُّ قاصٍ والأنامُ ترُومُهُ _ والعينُ تاقَت –للخلود- وصولا
والخيلُ ترعى كالبعيرِ بِقِيعةٍ _ جدباءَ تهفو للكفاح صهيلا
والفارسُ المغوارُ أمسى سائساً _ من بعدِ ما غمَرَ البِقاعَ هُطولا
فاعشوشبَت بِيــْـدٌ وأورَقَ يابسٌ _ وتشكَّلَت أزهارُها إكليلا
واليومَ جارَ الظالمون بظلمهِم _ فتَبَدَّل الصَّلبُ المراسِ عليلا
والسادةُ الكُرَماءُ أُخمِدَ جُودُهم _ فرأيتَهم في العالمين قليلا
والثُّلَّةُ الحمقاءُ يعلو شأنُها _ وتزيدُنا من حُمقِهَا تهويلا
يا غزَّةَ الأحرارِ إنَّا سِلعةٌ _ تُشرى وتُملَكُ في اليدينِ أصولا
يا غزَّةَ الشُّجعانِ إنَّا نقطةٌ _ في ريقِ طفلٍ يرقبُ المأمولا
يا غزَّةَ العصماءَ إنَّا مركِبٌ _ يعلو لمَوجٍ أو يَجِدُّ نزولا
هل كنتَ ترضى يا صلاحُ بِعصبةٍ _ في المسجدِ الأقصى تعوثُ ذبولا
أم كنتَ ترضى يا ابنَ عاصٍ صِبيَةً _ تغفو وترقدُ في المنامِ طويلا
أم كنتَ تقبلُ يا ابنَ هاشمَ أمَّةً _ أن تدفن القرآن والإنجيلا
ما عاد يجدي يا شبابُ سوى الدُّعا _ فتبتَّلوا –مثل النِّسا- تبتيلا
يا غزَّةَ الحمراءَ هل من دعوةٍ _ تودي بأشلاءِ الظَّلومِ مهيلا!
وامتدَّ ذا الليلُ الطويلُ بظلِّهِ _ وغدا دياجرَ بكرةً وأصيلا
لا الصبحُ يشرقُ بالضياءِ كعهدهِ _ هل للضِّيا أن يسرجَ القنديلا
وكذا الأصيلُ تهدَّجَت نيرانه _ وتنكَّلَت في حرِّها تنكيلا
ما عاد يجدي أن أكونَ مُهلِّلاً _ في نشوة الفجرِ الوليدِ ذليلا
ما عاد يجدي أن أكون مُجاهراً _ بالبِشرِ أُغذي أنفُساً وعقولا
ما عاد يجدي أن أكونَ مؤمِّلاً _ متأمِّلاً متأمَّلاً مذهولا
فالشرُ دانٍ كلُّ شيءٍ طوعهُ _ والأذنُ صُمَّت زفرةً وعويلا
والحقُّ قاصٍ والأنامُ ترُومُهُ _ والعينُ تاقَت –للخلود- وصولا
والخيلُ ترعى كالبعيرِ بِقِيعةٍ _ جدباءَ تهفو للكفاح صهيلا
والفارسُ المغوارُ أمسى سائساً _ من بعدِ ما غمَرَ البِقاعَ هُطولا
فاعشوشبَت بِيــْـدٌ وأورَقَ يابسٌ _ وتشكَّلَت أزهارُها إكليلا
واليومَ جارَ الظالمون بظلمهِم _ فتَبَدَّل الصَّلبُ المراسِ عليلا
والسادةُ الكُرَماءُ أُخمِدَ جُودُهم _ فرأيتَهم في العالمين قليلا
والثُّلَّةُ الحمقاءُ يعلو شأنُها _ وتزيدُنا من حُمقِهَا تهويلا
يا غزَّةَ الأحرارِ إنَّا سِلعةٌ _ تُشرى وتُملَكُ في اليدينِ أصولا
يا غزَّةَ الشُّجعانِ إنَّا نقطةٌ _ في ريقِ طفلٍ يرقبُ المأمولا
يا غزَّةَ العصماءَ إنَّا مركِبٌ _ يعلو لمَوجٍ أو يَجِدُّ نزولا
هل كنتَ ترضى يا صلاحُ بِعصبةٍ _ في المسجدِ الأقصى تعوثُ ذبولا
أم كنتَ ترضى يا ابنَ عاصٍ صِبيَةً _ تغفو وترقدُ في المنامِ طويلا
أم كنتَ تقبلُ يا ابنَ هاشمَ أمَّةً _ أن تدفن القرآن والإنجيلا
ما عاد يجدي يا شبابُ سوى الدُّعا _ فتبتَّلوا –مثل النِّسا- تبتيلا
يا غزَّةَ الحمراءَ هل من دعوةٍ _ تودي بأشلاءِ الظَّلومِ مهيلا!