و انـثـالـت بردتك على عشب روضتي المتواضعة
في تمام الساعة

الأربعاء، 27 يونيو 2012

أضـغاثُ أيـَّــام

 

أريدُ عرَّافاً يُؤَوِّلُ رؤيتي

حُلمي الذي خبَّأتُهُ خلف الستار

لا لستُ "يوسفَ" حتى أدفنَ الرؤيا

بين الضلوعِ مخافةَ الخلاّنِ

من رجمٍ بنار

أو من مخافةِ ظلمةِ الجُبِّ الذي

سطعَت حجارتُهُ من ألف الفِ ليلةٍ دُرِّيَّةٍ

و تسابَقَ الكادي ليفرشَ مُخمَلاً

فوقَ الصَّقيعِ مُطوِّقاً

مثل الدِّثار


 

و اهتزَّ ذا الدَّنُّ المُعَتَّق خمرُهُ

و تقلَّبَت أوراقيَ الصفراء

و تلامسَت و ذؤابتَينِ بلحيةٍ صبَغَ المِدادُ وقارَها

ذهبَ الوقارُ عنِ المَشيبِ

فلا وقار


 

ريحٌ كرائحةِ السَّنابلِ أفسَدَت سُكنى السُّكون

الرِّيحُ أرسَلَها رَفُّ الجناحِ لطائرٍ سَكَنَ الدِّنان

فتُحوِّلُ الخمرَ المُعَتَّقَ بالمداد إلى رذاذ

لا سِترَ يحمي الرأسَ من هطلِ المداد

والجبُّ يثلِجُ مثل كانونٍ ولكن ثلجُهُ

كشرارِ نورٍ قرمُزيّ

و تفتَّحَ الجوريُّ لكنْ لونهُ لون البنفسَج

أرضُ جُبّيَ أُثمِلَت بمزيجِ زنبقةٍ و عَوسَج

لا شوكَ يملأُ رُقعَتَيهِ ولا ثمار

دِثــــارٌ دِثــــــــــــــــــــــار

إني أكادُ من الصَّقيعِ لأستفيقُ من الرُّقاد


 

و صحَوتُ ملتحفاً ذراعَ تَوَحُّدي

متبسِّماً من دمعةٍ فوق الوسادة

حائرٌ في أمرِ أحلامي أنا

متوجِّسٌ مستبشرٌ لا حُزنَ يُنصِفُ حيرَتي في الحالكاتِ

ولا سعادة

أفيدوني

إنّي صبورٌ

لا أملُّ الانتظار


 

 

الاثنين، 6 فبراير 2012

نعي!!




فلتَـنعـِـني!

فأنــا المَـيتُ حـَـيــَّـاً في الــوَرى

وأنــا الغــريبُ بـغــَـابــَـةٍ كالبـَـلقـَـعِ

وأنــا المسافـِــرُ في خــَـيــالـي هــاهـُـنــا


و لَــم أغادرْ مَـضـجَـعي

فـلـتَرثــِـنــي!

إنــّـي مُــجـَــرَّدُ صـُـدفـَــة

جــاءَت على الأيــَّـــامِ حــِـملاً

أو لـِــســَـدِّ ذرائــِـــعِ

لا فــَـرقَ بـيــنَ مكفَّنٍ بـثــيــابـهِ مَــيــْــتٍ

وبينَ حــَـيٍّ -في الهوامشِ- هاجِعِ

تعفُّفُ ديمة



ماتت بمخدعِ صبحِها الظلماءُ
و تناثرت فوق الرُّبى الأضواءُ

واستعصمَ الطَّلُّ الجوادُ بمزنةٍ
حتى يفيضَ بجانبَيها الماءُ

حتى إذا ذبُلَت قلوبٌ من ظما
سحَّ السَّحابُ و أطفِئَت رمضاءُ

فسألتُها أي مزنةَ الحيِّ التي
تهوى مفاتنَها المِلاَحَ سماءُ

ما بالُ غيثكِ لا يدومُ على القِرى
حتى يكونَ على الدوامِ شتاءُ

فأجابتِ الصَّهباءُ أي متحدِّثي
يا من بسؤلِكَ هُيِّجَت أنواءُ

دأبُ المكارمِ يقصِروا بزيارةٍ
حتى تتوقَ لجودِهِم كرماءُ