و انـثـالـت بردتك على عشب روضتي المتواضعة
في تمام الساعة

الأحد، 26 ديسمبر 2010

عـَـيناهـــا



لهــا عــينانِ تُنــبيــني    بــأنَّ الحُــــبَّ إجــــبـارُ

و خُذ ما شـيتَ أسلحةً     فسَـــهمُ لِحــاظيَ النـَّــارُ

فلا أقــوى على صـــدٍّ     كأنَّ الحُـــبَّ إعصــــارُ

يدمِّرُ شِرعَةَ العاصـيـ     ـنَ يَسْبيهِم ، و إن ثاروا

تعيسٌ من يظنُّ الحُبَّ     ســِـــربالاً به عــــــــارُ

فهــــذا الفــَــذُّ عـنترةٌ     يُجــــابَهُ فيـهِ تيَّـــــــــارُ

تـَراهُ مـُـبدِّداً أشـــــلا     ءَ مَن ظلَموا وَمن جاروا

وعندَ العَــبلَةِ الحسـنا     ءِ يعـــبَثُ فيــهِ مـزمـــارُ

فهذا الحبُّ -وا عجَبي-   كمــاءِ القـَـطــرِ مـــدرارُ

كغــيثٍ فجَّـرَ اليـُـنبو     عَ ســالتْ مـنــهُ أنهـــــارُ

كطــَـلٍّ رغمَ رقَّـــتِهِ      تُـغَــذَّى مـنــــهُ آبــــــــارُ

لحوحٌ ليسَ ذو يأسٍ     و صَـــرحٌ ليـــسَ ينهـــارُ

تراني مُطــفئاً أنــوا     رَ جيرَتِنا الأُلى حـَــــاروا

فعـيناها التي أهـوى     بجُــنحِ اللـَّــيلِ أقــــــــمارُ


الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

في ذكرى الهجرة




يا أحمدَ الخلقِ بدِّد غيهَبَ الظُّلَمِ
و انشُر ضياءكَ بين النَّاس كلِّهِمِ

يا حبَّذا نظرةٌ من فيضِ جودِكمُ
تهدي الخلائقَ من عُربٍ و من عَجَمِ

روحي فداكَ أبا الزَّهراءِ إذ رخصَت
في مهدكَ الروحُ والكرَّارُ لم ينَمِ

قد خابَ مَن جمَعَ الفرسانَ في سَفَهٍ
مَكْرُ الطُّغاةِ على الرحمنِ لم يَقُمِ

فاسَّاءلوا : أعليٌّ أينَ مَحمَدُكُم
أينَ الذي شغلَ الأكوانَ من قِدَمِ

كيفَ السَّبيلُ إلى المختار، حيدرةٌ!
لا نبتغي فتكاً في غيرهِ ، فنَمِ

روحي فداءُ عَليٍّ كيفَ ضَلَّلَهُم
قد أرخَصَ الرُّوحَ للمختارِ في حِكَمِ

للهِ دَرُّ أبي بكرٍ فإنَّ لهُ
في رحلةِ العزِّ عبْراتٌ من الألَمِ

يمشي الهوينى أمامَ الحِبِّ في جزعٍ
ثمَّ الوراءَ إذا ما خافَ من سهمِ

ذاتَ اليمينِ إذا ما أيسَرَت ظُلَلٌ
كذاكَ شمأَلَ إذ بيمينِهِ يحمي

في الغار يسألهُ المختارُ في دعةٍ
أفي سبيلي تقارعُ لجَّةَ العدَمِ!

بالدمعِ يبسمُ ذا الصدِّيقُ مغتبطاً
ويُثلجُ القلبَ في قولٍ كما العلَمِ

إن متُّ كنتُ كما فردٍ بأمَّتكُم
إن متَّ أنتَ فكلُّ الدينِ لم يقُمِ

بَيضُ الحمائمِ عندَ الغارِ معجزةٌ
مَن كانَ يؤمنُ بالجبَّارِ لم يُضَمِ

واللهُ أسكَنَ بابَ الغارِ عَنكَبَةً
أوهى البُيوتِ يُهابُ كحائطِ الهَرَمِ

حتى غدتْ بيدٌ -ما استؤمنَت يوماً-
أَمناً تجودُ على البطحاءِ بالكَرَمِ

شُبَّانُ يثربَ قد طالَ انتظارُهمُ
فوقَ النخيلِ على سعفٍ بلا ألمِ

حتَّى أطلَّ حبيبُ اللهِ فانطلقوا
ملءَ الحناجرِ، يا أقمارُ فانهزمي

كلُّ البدورِ تهاوت عندَ طلعَتِهِ
في كفِّهِ البُرءُ لن نلوي على سَقَمِ

يا سيِّدي يا رسولَ اللهِ هل أرجو
منكَ الشَّفاعةَ في يومٍ كما الحِمَمِ

هذا عُبيدٌ يرومُ شفاعةً عظمى
وليسَ يحملُ من زادٍ سوى النَّدمِ

قد صغتُ مدحاً بنظمٍ أنتَ تُعظِمُهُ
وا خجلتا لجفافِ القولِ والكَلِمِ

إنّي المُتَيَّمُ والعبَرَاتُ شاهِدَةٌ
هل لي بلمسةِ بابِ الجودِ والكرَمِ

أو سجدةٍ بحنايا روضةٍ عبقَت
بعبيرِ جنَّةِ فردَوسٍ أو النَّعِمِ

يا سيِّدي يا رسولَ اللهِ إن أزفَت
ساعُ الفراقِ و ما سارَت لكم قدَمي

أرجو السقايةَ عندَ الحوضِ من كأسٍ
من كفِّكَ البَرِّ يروي الروحَ قبلَ فمي

صلَّى عليكَ الذي ما زالَ مرتقباً
يهدي الأنامَ إلى الطاعاتِ في الظُّلَمِ


الثلاثاء : 1 - محرَّم - 1432هـ ، 7 - كانون الأول - 2010