و انـثـالـت بردتك على عشب روضتي المتواضعة
في تمام الساعة

السبت، 17 سبتمبر 2011

حــَــســـم




أنأى عن الأيّامِ كي أنساكَ - ما عاد في ذاكَ المدى عنواني
فلمَ التفيّؤ في ظليلِ سَماكَ - إن كنتَ تضرمُ جذوةً بكياني
فأنا الجَسورُ على الذي عاداكَ - و لطالما صافحتَ مَن عاداني
كم أسرفَت في نومها عيناكَ - و مخاصِمٌ ذاكَ الكرى أجفاني
كم زارَ غيثُكَ زرعَ من ينساكَ - و لكَم عطشتُكَ يــَ الذي تنساني
قابلتُ بالصفحِ الجميلِ خـَـطَاكَ - مترفــِّـعاً عن كلِّ ما أشجاني
و طفقتُ أروي ذابلاً بثراكَ - والموتُ ينهشُ بالظما بستاني
واريتُ بؤسيَ عن جميلِ رناكَ - حتى تبسّمَ كلّما تلقاني
فزرعتَ في الدربِ الغريبِ خـُـطاكَ _ و تركتَ دربي ثاوياً بأمانِ
يا ويحَ قلبيَ ما الذي أعماكَ - عن صامتٍ ، متكلّمٍ بلسانِ
عن خافقٍ ما همُّهُ إلاّكَ - لولاكَ لا ، ما ضجَّ بالخفقانِ
إني وشِرعةُ ظالمٍ بجفاكَ - متناقضانِ على مدى الأزمانِ
قد كنتُ آمَلُ أن يزولَ قذاكَ - فترى بعينِكَ ما تحيكُ بناني
لكنّني أسرَفتُ في إعلاكَ - و تركتُ نفسيَ عــُـرضةً لهوانِ
لا والذي بالحقِّ قد سوَّاكَ - واللهِ قد سوَّاكَ مَن سوَّاني
لن تستبيحَ بخاطري رجواكَ - ما لم تؤبْ لشَريعتي و بياني




السبت 17 أيلول /سبتمبر 2011
13:00 GMT

الأربعاء، 27 يوليو 2011

انفصام




أنا الظمآنُ لا تسأل

أتسألُ ظامئاً عطِشاً عن الينبوعِ والجدوَل!

جهاتي لم تعُد أربَع

فأبعادي ثَمانيةٌ

و وجهاتي سواسيةٌ

وجرحي ملَّ من رأبٍ و دائي هادَنَ المبضع

أعَن أحلامِنا تسأل!

وتسألُ حاصداً للزرعِ يجنيهِ بلا منجَل

أراكَ برمتَ من تكسيرِ مجذافِ

و من تمويهِ واقعنا بألوانٍ وأطيافِ

فدعني -مُرغَمٌ- أسأل

لماذا لا يزورُ الصبحُ ليلَ المتعَبِ الوهِنِ

لماذا ينزوي العصفورُ في وجَلٍ على الفنَنِ

لماذا لم يعُد للسعدِ دمعٌ ! غيضَ من زمنِ

تراهُ يكون مرصوداً لذي  حُزنِ!

وخبِّرني عن الأيامِ نعبُرُها بلا عَدِّ

عن الأعيادِ تعبُرُنا و تتركُنا بلا وِردِ

عن الأطفالِ شاخت فيهم بُرقَةُ الخدِّ

فمثلي ليسَ مَن يُسأل

أنا الأضدادُ جمعُهُمُ تربَّت بينَ أحداقي

أنا سقَمٌ وترياقٌ بأمطاري و غسَّاقي

أنا الأزهارُ في حقلٍ وضيَّعَ دربَها السَّاقي

أنا الظمآن لا أنهَل

لعَمري .. ضُيِّعَ المنهَل

الاثنين، 23 مايو 2011

هروبٌ للذكرى


أكادُ أقيمُ في الذكرى

وأترُكُني

وأبني بيتيَ المشروخَ فيها

لأسمو فوق ذاكَ العقل تيها

وأنبذُ واقعاً جلفاً وأحيا

بروحٍ دونما بدنِ

بلا أيامَ تأسرُني

بلا أملٍ يعافُ النفسَ

ينبذُها وينبذُني

أسيرُ أجدُّ في خطوي

فلا تحصي ليَ الأيامُ خطواً

أو تعمِّرُني

هناكَ الرقُّ أسيادٌ بماضيهِم

و حاضرهُم كما الأسماك

أغرابٌ بأهليهِم

فيأكلُ بعضُهُم بعضاً

ويبقى كلُّ ذو فِتَنِ

تُرايَ أعودُ بالأحداقِ أرنوها فتعرفُني!

تعطَّف لا تزِد بالسُّفهِ والتحقيرِ يا زمني


الاثنين، 21 مارس 2011

أفتقدك أمي


أضحى لفقدكِ في الأعيادِ تخليدُ

والدمعُ في العين عنقودٌ فعنقودُ



يا لوعةَ القلبِ و البسماتُ باهتةٌ

في يومِ فقدِكِ أجرَى دمعَهُ العيدُ



كلُّ الأنامِ لذي الأجداث زائرةٌ

والآسُ دثَّرَها والوردُ منضودُ



وأنا أتيتُ بهذا القلب وا خجلي

يا وَيحَ نُطقيَ أخفَتهُ التناهيدُ



لو تعلمينَ .. الحيا قد نالَ من خَطوي

قد خارتِ النَّفسُ لكأنَّ الحصى بِيدُ



و أنا الخجولُ أمامَ قبرِكِ دامعٌ

يا ليتَ شعريَ هل في القبرِ أخدودُ



حتى أواريَ كلَّ الجسمِ في تُربٍ

ما نفعُ حيٍّ عليه الموتُ معقودُ



لو تعلمينَ سؤالاً ضجَّ في شفتي

لم يُستَطَع بوقارِ الأمِّ تجسيدُ



يا أمُّ لم أستطِع أن أرتمي شوقاً

فوقَ الضَّريحِ وقد بانتْ تجاعيدُ



ما شختُ يوماً ولا قد كنتُ ذا كِبَرٍ

أو قد أُريقَ على جفنيَّ تسهيدُ



حتى رأيتكِ مُسجَاةً محمَّلَةً

فوق الأكفِّ وقضَّ الصمتَ تجويدُ



أصبحتُ في ليلةٍ ما أشرقَت قمراً؛

كهلاً تقوَّسَ من أسقامهِ العودُ



منّي السَّلامُ لرَوضٍ أنتِ خُضرتُهُ

ما دامَ يصدَحُ في الأصقاعِ غرِّيدُ



الأربعاء، 16 فبراير 2011

حـُـريَّة



و نهضتُ من حلمِ الرِّضا

فإذا المنازلُ صرخةٌ

والليلُ يعتمرُ اليباب

بلا سَحَاب

وجمعتُ أشتاتَ المناظرِ في عيوني

في الخيال

قد كان بين أصابعي طيرٌ تماهى في السُّهوب

فيشقُّ باهتةَ الشُّحوب

ويطوفُ بينَ مُداهنٍ ومُراهنٍ

فيزيلُ أقنعةَ الرجال

ويعودُ حتماً في المغيب

طيري يحدِّثُني

بأنَّ الخبزَ مرهونٌ هناكَ على جباهِ المترَفين

كالنَّجمِ عَزَّ منالُهُ للناظرين

والعَرشَ مزدانٌ بأنفَسِ لقمةٍ

و الأشعثَ المغبَرَّ يجترُّ الهَوان

عيناهُ رانيتان

لا منامَ

ولا أمان

طيري يحدِّثُني

بأنَّ بلابلَ الحرمان حملَت بندقيَّة

والرعدُ موَّهَ صدحَها

والغيمُ غطَّى زُغبَها

بألفِ نارٍ قرمزيَّة

والظالمُ الفرحُ العُتُلُّ الجاهلُ

دوّى بضحكتهِ

وقالَ برقٌ زائلُ

طيري يعاندُني

يداعبُني

يشاكسُني

يقولُ أدرَكَني الصباح

في العتمِ أكمِلُ قصَّتي

لا في الزوالِ أو الرَّواح

طيري ، حبيبي ، قُصَّ لي

ما بالُ رِعديدِ البُغاة

هل أطبقَ الأصفادَ فوق جناحهم

هل أرعدَ الأصواتَ فوق صياحهم

هل ذبَّحَنْ

هل أحرَقَنْ

قل لي بربكَ ما مصيرُ الثائرين

وما مآلُ الثائرات..!

قد أرجفَ الجنحان طيري قائلاً:

هلاَّ رأيتَ الحقَّ يُخمَدُ صوتُهُ

و يسودُ ظلمٌ بعدَهُ طولَ الحياة؟

إنَّ البلابلَ أصبحتْ كحجارةٍ

من فيحِ سجّيلٍ تدكُّ الشاهقات

طيري حبيبي بعدَها لم يرتجف

قد صاحَ صيحتَهُ ، و مات

الجمعة، 11 فبراير 2011

تـشـــاؤل



سبعةُ طرقٍ خلفَ النهر

فيها العنب وفيها التين

فيها النرجسُ والنسرين

فيها العوسَجُ والشَّنَّان

والنخلُ تباهى بمكان


سبعةُ طرقٍ


كلُّ طريقٍ منها لون

أخضرَ كزمرُّدِ زيتون

أبيضَ كبرودة كانون

أزرقَ مثل عباب البحر

و أشهَبَ مثل ضياء الفجر

أحمرَ كنَهار حزيران

أسودَ كرماد البركان

و الصُّفرَةُ كخريف العُمرِ


سبعةُ طرقٍ


لو خُيرنا لاخترنا لوناً من شمسِ

يُشرِقُنا كالبدرِ ويمسي

يمحو الظلمةَ عن أفئدةٍ يصنعُ مستقبلَ من أمسِ

لكن لو تعلم!

هل تدري؟

سبعة طرقٍ كلٌّ منها

يُودي للظلمة والرَّمسِ

مهما سِرتَ على الأشواكِ

أو نلتَ حلاوةَ أملاكِ

لا بدَّ و خطواتكَ تلقى هاويةً للمركبِ تُرسي

فجميعُ الصرخاتِ كَهَمسِ

وَ تظلُّ الأيامُ كأمس