و انـثـالـت بردتك على عشب روضتي المتواضعة
في تمام الساعة

الأربعاء، 16 فبراير 2011

حـُـريَّة



و نهضتُ من حلمِ الرِّضا

فإذا المنازلُ صرخةٌ

والليلُ يعتمرُ اليباب

بلا سَحَاب

وجمعتُ أشتاتَ المناظرِ في عيوني

في الخيال

قد كان بين أصابعي طيرٌ تماهى في السُّهوب

فيشقُّ باهتةَ الشُّحوب

ويطوفُ بينَ مُداهنٍ ومُراهنٍ

فيزيلُ أقنعةَ الرجال

ويعودُ حتماً في المغيب

طيري يحدِّثُني

بأنَّ الخبزَ مرهونٌ هناكَ على جباهِ المترَفين

كالنَّجمِ عَزَّ منالُهُ للناظرين

والعَرشَ مزدانٌ بأنفَسِ لقمةٍ

و الأشعثَ المغبَرَّ يجترُّ الهَوان

عيناهُ رانيتان

لا منامَ

ولا أمان

طيري يحدِّثُني

بأنَّ بلابلَ الحرمان حملَت بندقيَّة

والرعدُ موَّهَ صدحَها

والغيمُ غطَّى زُغبَها

بألفِ نارٍ قرمزيَّة

والظالمُ الفرحُ العُتُلُّ الجاهلُ

دوّى بضحكتهِ

وقالَ برقٌ زائلُ

طيري يعاندُني

يداعبُني

يشاكسُني

يقولُ أدرَكَني الصباح

في العتمِ أكمِلُ قصَّتي

لا في الزوالِ أو الرَّواح

طيري ، حبيبي ، قُصَّ لي

ما بالُ رِعديدِ البُغاة

هل أطبقَ الأصفادَ فوق جناحهم

هل أرعدَ الأصواتَ فوق صياحهم

هل ذبَّحَنْ

هل أحرَقَنْ

قل لي بربكَ ما مصيرُ الثائرين

وما مآلُ الثائرات..!

قد أرجفَ الجنحان طيري قائلاً:

هلاَّ رأيتَ الحقَّ يُخمَدُ صوتُهُ

و يسودُ ظلمٌ بعدَهُ طولَ الحياة؟

إنَّ البلابلَ أصبحتْ كحجارةٍ

من فيحِ سجّيلٍ تدكُّ الشاهقات

طيري حبيبي بعدَها لم يرتجف

قد صاحَ صيحتَهُ ، و مات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق