أنا الظمآنُ لا تسأل
أتسألُ ظامئاً عطِشاً عن الينبوعِ والجدوَل!
جهاتي لم تعُد أربَع
فأبعادي ثَمانيةٌ
و وجهاتي سواسيةٌ
وجرحي ملَّ من رأبٍ و دائي هادَنَ المبضع
أعَن أحلامِنا تسأل!
وتسألُ حاصداً للزرعِ يجنيهِ بلا منجَل
أراكَ برمتَ من تكسيرِ مجذافِ
و من تمويهِ واقعنا بألوانٍ وأطيافِ
فدعني -مُرغَمٌ- أسأل
لماذا لا يزورُ الصبحُ ليلَ المتعَبِ الوهِنِ
لماذا ينزوي العصفورُ في وجَلٍ على الفنَنِ
لماذا لم يعُد للسعدِ دمعٌ ! غيضَ من زمنِ
تراهُ يكون مرصوداً لذي حُزنِ!
وخبِّرني عن الأيامِ نعبُرُها بلا عَدِّ
عن الأعيادِ تعبُرُنا و تتركُنا بلا وِردِ
عن الأطفالِ شاخت فيهم بُرقَةُ الخدِّ
فمثلي ليسَ مَن يُسأل
أنا الأضدادُ جمعُهُمُ تربَّت بينَ أحداقي
أنا سقَمٌ وترياقٌ بأمطاري و غسَّاقي
أنا الأزهارُ في حقلٍ وضيَّعَ دربَها السَّاقي
أنا الظمآن لا أنهَل
لعَمري .. ضُيِّعَ المنهَل
مدونة رائعة وكلام جميل شكرا لك وبالتوفيق ..
ردحذف